إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى
( إن الساعة آتية ) كائنة لا محالة . ( أكاد أخفيها ) أريد إخفاء وقتها ، أو أقرب أن أخفيها فلا أقول إنها آتية ولولا ما في الأخبار بإتيانها من اللطف وقطع الأعذار لما أخبرت به ، أو أكاد أظهرها من أخفاه إذا سلب خفاءه ، ويؤيده القراءة بالفتح من خفاه إذا أظهره . ( لتجزى كل نفس بما تسعى ) متعلق بـ ( آتية ) أو بـ [ ص: 25 ]
( أخفيها ) على المعنى الأخير .
( فلا يصدنك عنها ) عن تصديق الساعة ، أو عن الصلاة . ( من لا يؤمن بها ) نهي الكافر أن يصد موسى عليه الصلاة والسلام عنها ، والمراد نهيه أن ينصد عنها كقولهم : لا أرينك ها هنا ، تنبيها على أن فطرته السليمة لو خليت بحالها لاختارها ولم يعرض عنها ، وأنه ينبغي أن يكون راسخا في دينه فإن صد الكافر إنما يكون بسبب ضعفه فيه . ( واتبع هواه ) ميل نفسه إلى اللذات المحسوسة المخدجة فقصر نظره عن غيرها .
( فتردى ) فتهلك بالانصداد بصده .