الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا

                                                                                                                                                                                                                                        ( واتخذوا من دونه آلهة ) لما تضمن الكلام إثبات التوحيد والنبوة أخذ في الرد على المخالفين فيهما .

                                                                                                                                                                                                                                        ( لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ) لأن عبدتهم ينحتونهم ويصورونهم . ( ولا يملكون ) ولا يستطيعون . ( لأنفسهم ضرا ) دفع ضر . ( ولا نفعا ) ولا جلب نفع . ( ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ) ولا يملكون إماتة أحد وإحياءه أولا وبعثه ثانيا ومن كان كذلك فبمعزل عن الألوهية لعرائه عن لوازمها واتصافه بما ينافيها ، وفيه تنبيه على أن الإله يجب أن يكون قادرا على البعث والجزاء .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 118 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ( وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك ) كذب مصروف عن وجهه . ( افتراه ) اختلقه . ( وأعانه عليه قوم آخرون ) أي اليهود فإنهم يلقون إليه أخبار الأمم وهو يعبر عنها بعبارته ، وقيل جبر ويسار وعداس وقد سبق في قوله ( إنما يعلمه بشر ) . ( فقد جاءوا ظلما ) بجعل الكلام المعجز إفكا مختلقا متلقفا من اليهود .

                                                                                                                                                                                                                                        ( وزورا ) بنسبة ما هو بريء منه إليه وأتى وجاء يطلقان بمعنى فعل فيعديان تعديته .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية