ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا
( ولا يأتونك بمثل ) سؤال عجيب كأنه مثل في البطلان يريدون به القدح في نبوتك . ( إلا جئناك بالحق ) الدامغ له في جوابه . ( وأحسن تفسيرا ) وبما هو أحسن بيانا أو معنى من سؤالهم ، أو لا يأتونك بحال عجيبة يقولون هلا كانت هذه حاله إلا أعطيناك من الأحوال ما يحق لك في حكمتنا وما هو أحسن كشفا لما بعثت له .
( الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم ) أي مقلوبين أو مسحوبين عليها ، أو متعلقة قلوبهم بالسفليات متوجهة وجوههم إليها . وعنه عليه الصلاة والسلام » وهو ذم منصوب أو مرفوع أو مبدأ خبره . ( «يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف ، صنف على الدواب وصنف على الأقدام وصنف على الوجوه أولئك شر مكانا وأضل سبيلا ) والمفضل عليه هو الرسول صلى الله عليه وسلم على طريقة قوله تعالى : ( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه ) كأنه قيل إن حاملهم على هذه الأسئلة تحقير مكانه وتضليل سبيله ولا يعلمون حالهم ليعلموا أنهم شر مكانا وأضل سبيلا ، وقيل إنه متصل بقوله ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا ) ووصف السبيل بالضلال من الإسناد المجازي للمبالغة .