وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير
( وإن تكذبوا ) وإن تكذبوني . ( فقد كذب أمم من قبلكم ) من قبلي من الرسل فلم يضرهم تكذيبهم وإنما ضر أنفسهم حيث تسبب لما حل بهم من العذاب فكذا تكذيبكم . ( وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) الذي يزال معه الشك وما عليه أن يصدق ولا يكذب ، فالآية وما بعدها من جملة قصة إبراهيم إلى قوله ( فما كان جواب قومه ) ويحتمل أن تكون اعتراضا بذكر شأن النبي صلى الله عليه وسلم وقريش وهدم مذهبهم والوعيد على سوء صنيعهم ، توسط بين طرفي قصته من حيث إن مساقها لتسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم والتنفيس عنه ، بأن أباه خليل الله صلوات الله عليهما كان ممنوا بنحو ما مني به من شرك القوم وتكذيبهم وتشبيه حاله فيهم بحال إبراهيم في قومه .
( أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ) من مادة ومن غيرها ، وقرأ حمزة والكسائي بالتاء على تقدير القول وقرئ «يبدأ » . ( وأبو بكر ثم يعيده ) إخبار بالإعادة بعد الموت معطوف على ( أولم يروا ) لا على ( يبدئ ) ، فإن الرؤية غير واقعة عليه ويجوز أن تؤول الإعادة بأن ينشئ في كل سنة مثل ما كان في السنة السابقة من النبات والثمار ونحوهما وتعطف على ( يبدئ ) . ( إن ذلك ) الإشارة إلى الإعادة أو إلى ما ذكر من الأمرين . ( على الله يسير ) إذ لا يفتقر في فعله إلى شيء .