قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد
( قل إنما أعظكم بواحدة ) أرشدكم وأنصح لكم بخصلة واحدة هي ما دل عليه : ( أن تقوموا لله ) وهو القيام من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو الانتصاب في الأمر خالصا لوجه الله معرضا عن المراء والتقليد . ( مثنى وفرادى ) متفرقين اثنين اثنين وواحدا واحدا ، فإن الازدحام يشوش الخاطر ويخلط القول . ( ثم تتفكروا ) في أمر محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به لتعلموا حقيقته ، ومحله الجر على البدل أو البيان أو الرفع أو النصب بإضمار هو أو أعني . ( ما بصاحبكم من جنة ) فتعلموا ما به من جنون يحمله على ذلك ، أو استئناف منبه لهم على أن ما عرفوا من رجاحة عقله كاف في ترجيح صدقه ، فإنه لا يدعه أن يتصدى لادعاء أمر خطير وخطب عظيم من [ ص: 251 ]
غير تحقق ووثوق ببرهان ، فيفتضح على رؤوس الأشهاد ويلقي نفسه إلى الهلاك ، فكيف وقد انضم إليه معجزات كثيرة . وقيل ( ما ) استفهامية والمعنى : ثم تتفكروا أي شيء به من آثار الجنون : ( إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) قدامه لأنه مبعوث في نسم الساعة .