وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار
وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه لزوال ما ينازع العقل في الدلالة على أن مبدأ الكل منه. ثم إذا خوله أعطاه من الخول وهو التعهد، أو الخول وهو الافتخار. نعمة منه من الله. نسي ما كان يدعو إليه أي الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه، أو ربه الذي كان يتضرع إليه وما مثل الذي في قوله:
وما خلق الذكر والأنثى من قبل من قبل النعمة. وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس بفتح الياء، والضلال والإضلال لما كانا نتيجة جعله صح تعليله بهما وإن لم يكونا غرضين. قل تمتع بكفرك قليلا أمر تهديد فيه إشعار بأن الكفر نوع تشه لا سند له، وإقناط للكافرين من التمتع في الآخرة ولذلك علله بقوله: إنك من أصحاب النار على سبيل الاستئناف للمبالغة.