أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم
أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين معنى الهمزة في أم للإنكار والتعجب من شأنهم حيث لم يقنعوا بأن جعلوا له جزءا حتى جعلوا له من مخلوقاته أجزاء أخس مما اختير لهم وأبغض الأشياء إليهم، بحيث إذا بشر أحدهم بها اشتد غمه به كما قال:
وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا بالجنس الذي جعله له مثلا إذ الولد لا بد وأن يماثل الوالد. ظل وجهه مسودا صار وجهه أسود في الغاية لما يعتريه من الكآبة. وهو كظيم مملوء قلبه من الكرب، وفي ذلك دلالات على فساد ما قالوه، وتعريف البنين بما مر في الذكور، وقرئ «مسود» و «مسواد» على أن في ظل ضمير المبشر و «وجهه مسود» جملة وقعت خبرا.