وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون
وإذ قال إبراهيم واذكر وقت قوله هذا ليروا كيف تبرأ عن التقليد وتمسك بالدليل، أو ليقلدوه إن لم يكن لهم بد من التقليد فإنه أشرف آبائهم. لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون بريء من عبادتكم أو معبودكم، مصدر نعت به ولذلك استوى فيه الواحد والمتعدد والمذكر والمؤنث، وقرئ «بريء» و «براء» ككريم وكرام.
إلا الذي فطرني استثناء منقطع أو متصل على أن «ما» يعم أولي العلم وغيرهم، وأنهم كانوا يعبدون الله والأصنام والأوثان، أو صفة على أن «ما» موصوفة أي إنني بريء من آلهة تعبدونها غير الذي فطرني.
فإنه سيهدين سيثبتني على الهداية، أو سيهديني إلى ما وراء ما هداني إليه.
وجعلها وجعل إبراهيم عليه الصلاة والسلام أو الله كلمة التوحيد. كلمة باقية في عقبه في ذريته فيكون فيهم أبدا من يوحد الله ويدعو إلى توحيده، وقرئ «كلمة» و «في عقبه» على التخفيف و «في عاقبه» [ ص: 90 ] أي فيمن عقبه. لعلهم يرجعون يرجع من أشرك بدعاء من وحد.