إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما
إنما التوبة على الله أي إن كالمحتوم على الله بمقتضى وعده من تاب عليه إذا قبل توبته. قبول التوبة
للذين يعملون السوء بجهالة متلبسين بها سفها فإن ارتكاب الذنب سفه وتجاهل، ولذلك قيل من عصى الله فهو جاهل حتى ينزع عن جهالته. ثم يتوبون من قريب من زمان قريب، أي قبل حضور الموت لقوله تعالى: حتى إذا حضر أحدهم الموت وقوله عليه الصلاة والسلام: «إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر».
وسماه قريبا لأن أمد الحياة قريب لقوله تعالى: قل متاع الدنيا قليل أو قبل أن يشرب في قلوبهم حبه فيطبع عليها فيتعذر عليهم الرجوع، ومن للتبعيض أي يتوبون في أي جزء من الزمان القريب الذي هو ما قبل أن ينزل بهم سلطان الموت، أو يزين السوء. فأولئك يتوب الله عليهم وعد بالوفاء بما وعد به وكتب على نفسه بقوله: إنما التوبة على الله وكان الله عليما فهو يعلم بإخلاصهم في التوبة حكيما والحكيم لا يعاقب التائب.