ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا
[ ص: 86 ] ما أصابك يا إنسان. من حسنة من نعمة. فمن الله أي تفضلا منه، فإن كل ما يفعله الإنسان من الطاعة لا يكافئ نعمة الوجود، فكيف يقتضي غيره، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: . «ما يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله تعالى. قيل ولا أنت قال: ولا أنا»
وما أصابك من سيئة من بلية. فمن نفسك لأنها السبب فيها لاستجلابها بالمعاصي، وهو لا ينافي قوله سبحانه وتعالى: قل كل من عند الله فإن الكل منه إيجادا وإيصالا غير أن الحسنة إحسان وامتنان والسيئة مجازاة وانتقام كما قالت رضي الله تعالى عنها: عائشة . والآيتان كما ترى لا حجة فيهما لنا «ما من مسلم يصيبه وصب ولا نصب حتى الشوكة يشاكها وحتى انقطاع شسع نعله إلا بذنب وما يعفو الله أكثر» وللمعتزلة. وأرسلناك للناس رسولا حال قصد بها التأكيد إن علق الجار بالفعل والتعميم إن علق بها أي رسولا للناس جميعا كقوله تعالى: وما أرسلناك إلا كافة للناس ويجوز نصبه على المصدر كقوله: ولا خارجا من في زور كلام. وكفى بالله شهيدا على رسالتك بنصب المعجزات.