أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون
أفحكم الجاهلية يبغون الذي هو الميل والمداهنة في الحكم، والمراد بالجاهلية الملة الجاهلية التي هي متابعة الهوى. وقيل نزلت في بني قريظة والنضير طلبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بما كان يحكم به أهل الجاهلية من التفاضل بين القتلى. وقرئ برفع الحكم على أنه مبتدأ، ويبغون خبره، والراجع محذوف حذفه في الصلة في قوله تعالى: أهذا الذي بعث الله رسولا واستضعف ذلك في غير الشعر وقرئ «أفحكم الجاهلية» أي يبغون حاكما كحكام الجاهلية يحكم بحسب شهيتهم. وقرأ «تبغون» بالتاء على قل لهم أفحكم الجاهلية تبغون. ابن عامر ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون أي عندهم، واللام للبيان كما في قوله تعالى: هيت لك أي هذا الاستفهام لقوم يوقنون فإنهم هم الذين يتدبرون الأمور ويتحققون الأشياء بأنظارهم فيعلمون أن لا أحسن حكما من الله سبحانه وتعالى.