واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين
74 - واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم ونزلكم، والمباءة: المنزل في الأرض في أرض الحجر، بين الحجاز والشام. تتخذون من سهولها قصورا غرفا للصيف وتنحتون الجبال بيوتا للشتاء، وبيوتا حال مقدرة، نحو: خط هذا الثوب قميصا، إذ الجبل لا يكون بيتا في حال النحت، ولا الثوب قميصا في حال الخياطة. فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين روي أن عادا لما أهلكت عمرت ثمود بلادها، وخلفوها في الأرض، وعمروا أعمارا طوالا، فنحتوا البيوت من الجبال خشية الانهدام قبل الممات، وكانوا في سعة من العيش، فعتوا على الله، وأفسدوا في الأرض، وعبدوا الأوثان، فبعث الله إليهم صالحا، وكانوا قوما عربا، وصالح من أوسطهم نسبا، فدعاهم إلى الله، فلم يتبعه إلا قليل منهم مستضعفون، فأنذرهم، فسألوه أن يخرج من صخرة بعينها ناقة عشراء، فصلى، ودعا ربه، فتمخضت تمخض النتوج بولدها، فخرجت منها ناقة كما شاءوا، فآمن به جندع ورهط من قومه.