الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم

                                                                                                                                                                                                                                      96 - فالق الإصباح هو مصدر سمي به الصبح، أي: شاق عمود الصبح [ ص: 524 ] عن سواد الليل، أو خالق نور النهار (وجعل الليل) كوفي; لأن اسم الفاعل الذي قبله بمعنى المضي، فلما كان فالق بمعنى فلق عطف عليه جعل لتوافقهما معنى سكنا مسكونا فيه، من قوله: لتسكنوا فيه [يونس: 67]. أي: ليسكن فيه الخلق عن كد المعيشة إلى نوم الغفلة، أو عن وحشة الخلق إلى الأنس بالحق. والشمس والقمر انتصبا بإضمار فعل يدل عليه "جاعل الليل" أي: وجعل الشمس والقمر حسبانا أي: جعلهما على حسبان; لأن حساب الأوقات يعلم بدورهما وسيرهما، والحسبان بالضم- مصدر حسب، كما أن الحسبان بالكسر- مصدر حسب ذلك إشارة إلى جعلهما حسبانا، أي: ذلك التسيير بالحساب المعلوم تقدير العزيز الذي قهرهما، وسخرهما العليم بتدبيرهما، وتدويرهما.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية