الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون

                                                                                                                                                                                                                                      24 - يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم وحد الضمير أيضا، كما وحده فيما قبله; لأن استجابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم كاستجابته. والمراد بالاستجابة: الطاعة، والامتثال، وبالدعوة: البعث، والتحريض لما يحييكم من علوم الديانات والشرائع; لأن العلم حياة، كما أن الجهل موت، قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      لا تعجبن الجهول حلته ... فذاك ميت وثوبه كفن



                                                                                                                                                                                                                                      أو لمجاهدة الكفار; لأنهم لو رفضوها لغلبوهم، وقتلوهم. أو للشهادة; لقوله تعالى: بل أحياء عند ربهم [آل عمران: 169] واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه أي: يميته، فتفوته الفرصة التي هو واجدها، وهي: التمكن من إخلاص القلب، فاغتنموا هذه الفرصة، وأخلصوا قلوبكم لطاعة الله ورسوله، أو بينه وبين ما تمناه بقلبه من طول الحياة، فيفسخ عزائمه. وأنه إليه تحشرون واعلموا أنكم إليه تحشرون، فيثيبكم على حسب سلامة القلوب، وإخلاص الطاعة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية