إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير
72 - إن الذين آمنوا وهاجروا من مكة حبا لله ورسوله وجاهدوا بأموالهم [ ص: 659 ] وأنفسهم في سبيل الله هم المهاجرون والذين آووا ونصروا أي: آووهم إلى ديارهم، ونصروهم على أعدائهم، وهم الأنصار. أولئك بعضهم أولياء بعض أي: يتولى بعضهم بعضا في الميراث، وكان المهاجرون والأنصار يتوارثون بالهجرة وبالنصرة، دون ذوي القرابات، حتى نسخ ذلك بقوله: وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض [الأحزاب: 6]. وقيل: أراد به النصرة والمعاونة والذين آمنوا ولم يهاجروا من مكة ما لكم من ولايتهم من توليهم في الميراث (ولايتهم) وقيل: هما واحد. حمزة، من شيء حتى يهاجروا فكان لا يرث المؤمن الذي لم يهاجر ممن آمن وهاجر، ولما أبقى للذين لم يهاجروا اسم الإيمان، وكانت الهجرة فريضة، فصاروا بتركها مرتكبين كبيرة، دل أن صاحب الكبيرة لا يخرج من الإيمان وإن استنصروكم أي: من أسلم ولم يهاجر، في الدين فعليكم النصر أي: إن وقع بينهم وبين الكفار قتال، وطلبوا معونة، فواجب عليكم أن تنصروهم على الكافرين إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق فإنه لا يجوز لكم نصرهم عليهم; لأنهم لا يبتدئون بالقتال، إذ الميثاق مانع من ذلك والله بما تعملون بصير تحذير عن تعدي حد الشرع.