وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم
60 - ولما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أسلم من مكة بالهجرة خافوا الفقر والضيعة فنزلت وكأين من دابة أي : وكم من دابة و"كائن" بالمد والهمز والدابة كل نفس دبت على وجه الأرض عقلت أم لم تعقل مكي لا تحمل رزقها لا تطيق أن تحمله لضعفها عن حمله الله يرزقها وإياكم أي : لا يرزق تلك الدواب الضعاف إلا الله ولا يرزقكم أيضا أيها الأقوياء إلا هو وإن كنتم مطيقين لحمل أرزاقكم وكسبها ؛ لأنه لو لم يقدركم ولم يقدر لكم أسباب الكسب لكنتم أعجز من الدواب التي لا تحمل ، وعن لا تحمل رزقها لا تدخره إنما تصبح فيرزقها الله وقيل لا يدخر شيء من الحيوان قوتا إلا ابن الحسن: آدم والفأرة والنملة وهو السميع لقولكم نخشى الفقر والعيلة العليم بما في ضمائركم