أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور
24 - أم يقولون افترى على الله كذبا ؛ "أم"؛ منقطعة؛ ومعنى الهمزة فيه: التوبيخ؛ كأنه قيل: "أيتمالكون أن ينسبوا مثله إلى الافتراء؛ ثم إلى الافتراء على الله؛ الذي هو أعظم الفرى؛ وأفحشها؟!"؛ فإن يشأ الله يختم على قلبك ؛ قال مجاهد: أي: يربط على قلبك بالصبر على أذاهم؛ وعلى قولهم: افترى على الله كذبا؛ لئلا تدخله مشقة في تكذيبهم؛ ويمح الله الباطل ؛ أي: الشرك؛ وهو كلام مبتدأ غير معطوف على "يختم"؛ لأن محو الباطل غير متعلق بالشرط؛ بل هو وعد مطلق؛ دليله تكرار اسم الله (تعالى)؛ ورفع ويحق ؛ وإنما سقطت الواو في الخط؛ كما سقطت في ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير ؛ و سندع الزبانية ؛ على أنها مثبتة في مصحف نافع؛ ويحق الحق ؛ ويظهر الإسلام؛ ويثبته؛ بكلماته ؛ [ ص: 254 ] بما أنزل من كتابه على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -؛ وقد فعل الله ذلك؛ فمحا باطلهم؛ وأظهر الإسلام؛ إنه عليم بذات الصدور ؛ أي: عليم بما في صدرك؛ وصدورهم؛ فيجزي الأجر على حسب ذلك .