الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون

                                                                                                                                                                                                                                      167 - وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وهو كائن; ليتميز المؤمنون والمنافقون، وليظهر إيمان هؤلاء ونفاق هؤلاء وقيل لهم للمنافقين، وهو كلام مبتدأ تعالوا قاتلوا في سبيل الله أي: جاهدوا للآخرة كما يقاتل المؤمنون أو ادفعوا أي: قاتلوا دفعا عن أنفسكم، وأهليكم، وأموالكم، إن لم تقاتلوا للآخرة. وقيل: أو ادفعوا العدو بتكثيركم سواد المجاهدين إن لم تقاتلوا; لأن كثرة السواد مما تروع العدو قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم أي: لو نعلم ما يصح أن يسمى قتالا لاتبعناكم، يعنون: أن ما أنتم فيه لخطإ رأيكم ليس بشيء، ولا يقال لمثله: قتال، إنما هو إلقاء النفس في التهلكة. هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يعني: أنهم كانوا يتظاهرون بالإيمان قبل ذلك، وما ظهرت منهم أمارة تؤذن بكفرهم، فلما انخذلوا عن عسكر المؤمنين، وقالوا ما قالوا تباعدوا بذلك عن الإيمان المظنون بهم، واقتربوا من الكفر، أو هم لأهل الكفر أقرب نصرة منهم لأهل الإيمان; لأن تقليلهم سواد المؤمنين بالانخذال تقوية للمشركين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم أي: يظهرون خلاف ما يضمرون من [ ص: 310 ] الإيمان وغيره، والتقييد بالأفواه للتأكيد، ونفي المجاز والله أعلم بما يكتمون من النفاق.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية