الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

تفسير النسفي

النسفي - عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي

صفحة

جزء

إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما

40 - إن الله لا يظلم مثقال ذرة هي: النملة الصغيرة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه أدخل يده في التراب، فرفعه، ثم نفخ فيه، فقال: كل واحدة من هؤلاء ذرة، وقيل: كل جزء من أجزاء الهباء في الكوة ذرة. وإن تك حسنة وإن يك مثقال الذرة حسنة. وإنما أنث ضمير المثقال لكونه مضافا إلى مؤنث. (حسنة) حجازي على كان التامة، وحذفت النون من تكن تخفيفا لكثرة الاستعمال. يضاعفها يضاعف ثوابها، (يضعفها) مكي، وشامي. ويؤت من لدنه أجرا عظيما ويعط صاحبها من عنده ثوابا عظيما، وما وصفه الله بالعظم فمن يعرف مقداره مع أنه سمى متاع الدنيا [ ص: 359 ] قليلا؟! وفيه إبطال قول المعتزلة في تخليد مرتكب الكبيرة، مع أن له حسنات كثيرة.

إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا

40 - إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ هِيَ: النَّمْلَةُ الصَّغِيرَةِ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي التُّرَابِ، فَرَفَعَهُ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ، فَقَالَ: كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَؤُلَاءِ ذَرَّةٌ، وَقِيلَ: كُلُّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ الْهَبَاءِ فِي الْكُوَّةِ ذَرَّةٌ. وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً وَإِنْ يَكُ مِثْقَالُ الذَّرَّةِ حَسَنَةً. وَإِنَّمَا أَنَّثَ ضَمِيرَ الْمِثْقَالِ لِكَوْنِهِ مُضَافًا إِلَى مُؤَنَّثٍ. (حَسَنَةٌ) حِجَازِيٌّ عَلَى كَانَ التَّامَّةِ، وَحُذِفَتِ النُّونُ مِنْ تَكُنْ تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ. يُضَاعِفْهَا يُضَاعِفْ ثَوَابَهَا، (يُضَعِّفْهَا) مَكِّيٌّ، وَشَامِيٌّ. وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا وَيُعْطِ صَاحِبَهَا مِنْ عِنْدِهِ ثَوَابًا عَظِيمًا، وَمَا وَصَفَهُ اللَّهُ بِالْعِظَمِ فَمَنْ يَعْرِفُ مِقْدَارَهُ مَعَ أَنَّهُ سَمَّى مَتَاعَ الدُّنْيَا [ ص: 359 ] قَلِيلًا؟! وَفِيهِ إِبْطَالُ قَوْلِ الْمُعْتَزِلَةِ فِي تَخْلِيدِ مُرْتَكِبِ الْكَبِيرَةِ، مَعَ أَنَّ لَهُ حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً.

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث