ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنـزل مثل ما أنـزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون
93 - ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا هو مالك بن الصيف أو قال أوحي [ ص: 522 ] إلي ولم يوح إليه شيء هو مسيلمة الكذاب ومن قال في موضع جر عطف على من افترى أي: وممن قال: سأنـزل مثل ما أنـزل الله أي: سأقول وأملي، هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح كاتب الوحي، وقد أملى النبي صلى الله عليه وسلم عليه: ولقد خلقنا الإنسان إلى خلقا آخر فجرى على لسانه: فتبارك الله أحسن الخالقين فقال: "اكتبها فكذلك نزلت"، فشك وقال: إن كان محمد صادقا فقد أوحي إلي كما أوحي إليه، وإن كان كاذبا فقد قلت كما قال، فارتد ولحق بمكة، أو النضر بن الحارث، كان يقول: والطاحنات طحنا، فالعاجنات عجنا، فالخابزات خبزا، كأنه يعارض ، ولو ترى جوابه محذوف، أي: لرأيت أمرا عظيما. إذ الظالمون يريد: الذين ذكرهم من اليهود والمتنبئة، فتكون اللام للعهد، ويجوز أن تكون للجنس، فيدخل فيه هؤلاء لاشتماله في غمرات الموت شدائده، وسكراته. والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم أي: يبسطون إليهم أيديهم يقولون: هاتوا أرواحكم، أخرجوها إلينا من أجسادكم، وهذه عبارة عن التشديد في الإزهاق من غير تنفيس، وإمهال اليوم تجزون عذاب الهون أرادوا وقت الإماتة، وما يعذبون به من شدة النزع. والهون: الهوان الشديد. وإضافة العذاب إليه، كقولك: رجل سوء. يريد: العراقة في الهوان، والتمكن فيه بما كنتم تقولون على الله غير الحق من أن له شريكا، وصاحبة، وولدا. و " غير الحق " مفعول تقولون أو وصف لمصدر محذوف، أي: قولا غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون فلا يؤمنون بها.