أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون
أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة من تتمة قولهم للرجال ، والإشارة إلى ضعفاء المؤمنين الذين كانت الكفرة يحتقرونهم في الدنيا ، ويحلفون صريحا أنهم لا يدخلون الجنة ، أو يفعلون ما ينبئ عن ذلك ، كما في قوله تعالى : أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال .
ادخلوا الجنة تلوين للخطاب ، وتوجيه له إلى أولئك المذكورين ; أي : ادخلوا الجنة على رغم [ ص: 231 ] أنوفهم .
لا خوف عليكم بعد هذا .
ولا أنتم تحزنون ، أو قيل لأصحاب الأعراف : ادخلوا الجنة بفضل الله تعالى بعد أن حبسوا ، وشاهدوا أحوال الفريقين وعرفوهم ، وقالوا لهم ما قالوا .
والأظهر أن لا يكون المراد بأصحاب الأعراف : المقصرين في العمل ; لأن هذه المقالات وما تتفرع هي عليه من المعرفة ، لا يليق بمن لم يتعين حاله بعد .
وقيل : لما عيروا أصحاب النار ، أقسموا أن أصحاب الأعراف لا يدخلون الجنة ، فقال الله تعالى ، أو الملائكة ردا عليهم : " أهؤلاء ... " إلخ ، وقرئ : ( ادخلوا ، ودخلوا ) على الاستئناف ، وتقديره : دخلوا الجنة مقولا في حقهم : لا خوف عليكم .