الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين

                                                                                                                                                                                                                                      قال مستعطفا لهم ومستميلا لقلوبهم ، مع ما سمع منهم ما سمع من الكلمة الشنعاء ، الموجبة لتغليظ القول والمشافهة بالسوء .

                                                                                                                                                                                                                                      يا قوم ليس بي سفاهة ; أي : شيء منها ولا شائبة من شوائبها .

                                                                                                                                                                                                                                      ولكني رسول من رب العالمين استدراك مما قبله باعتبار ما يستلزمه ويقتضيه من كونه في الغاية القصوى ، من الرشد والأناة ، والصدق والأمانة ، فإن الرسالة من جهة رب العالمين موجبة لذلك حتما ، كأنه قيل : ليس بي شيء مما نسبتموني إليه ، ولكني في غاية ما يكون من الرشد والصدق .

                                                                                                                                                                                                                                      ولم يصرح بنفي الكذب اكتفاء بما في حيز الاستدراك ، و" من " لابتداء الغاية مجازا ، متعلقة بمحذوف وقع صفة لرسول ، مؤكدة لما أفاده التنوين من الفخامة الذاتية بالفخامة الإضافية .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية