وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين
وقالوا شروع في بيان بعض آخر مما أخذ به آل فرعون من فنون العذاب ، التي هي في أنفسها آيات بينات ، وعدم ارعوائهم مع ذلك عما كانوا عليه من الكفر والعناد ; أي : قالوا بعد ما رأوا ما رأوا من شأن العصا ، والسنين ، ونقص الثمرات .
مهما تأتنا به كلمة " مهما " تستعمل للشرط والجزاء ، وأصلها : " ما " الجزائية ، ضمت إليها " ما " المزيدة للتأكيد ، كما ضمت إلى أين وإن في أينما تكونوا ، وإما نذهبن بك ، خلا أن ألف الأولى قلبت هاء حذرا من تكرير المتجانسين ، هذا هو الرأي السديد .
وقيل : " مه " كلمة يصوت بها الناهي ، ضمت إليها " ما " الشرطية ، ومحلها الرفع بالابتداء ، أو النصب بفعل يفسره ما بعدها ; أي : أي شيء تظهره لدينا .
وقوله تعالى : من آية بيان لمهما وتسميتهم إياها .
وقوله تعالى : لتسحرنا بها إظهار لكمال الطغيان والغلو فيه ، وتسمية الإرشاد إلى الحق بالسحر وتسكير الأبصار ، والضميران المجروران راجعان إلى " مهما " ، وتذكير الأول لمراعاة جانب اللفظ لإبهامه ، [ ص: 265 ] وتأنيث الثاني للمحافظة على جانب المعنى لتبيينه بآية ، كما في قوله تعالى : ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له .
فما نحن لك بمؤمنين بمصدقين لك ومؤمنين لنبوتك .