nindex.php?page=treesubj&link=28978_30364_30525_31930_31931_32006_32421_34157_34242_34308nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163واسألهم عطف على المقدر في " إذ " ، قيل : ; أي : واسأل اليهود المعاصرين لك سؤال تقريع وتقرير بقديم كفرهم ، وتجاوزهم لحدود الله تعالى ، وإعلاما بأن ذلك مع كونه من علومهم الخفية التي لا يقف عليها إلا من مارس كتبهم ، قد أحاط به النبي صلى الله عليه وسلم خبرا ، وإذ ليس ذلك بالتلقي من كتبهم ; لأنه صلى الله عليه وسلم بمعزل من ذلك ، تعين أنه من الجهة الوحي الصريح .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163عن القرية ; أي : عن حالها وخبرها ، وما جرى على أهلها من الداهية الدهياء ، وهي أيلة قرية بين
مدين والطور ، وقيل : هي
مدين ، وقيل :
طبرية ،
والعرب تسمي المدينة : قرية .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163التي كانت حاضرة البحر ; أي : قريبة منه مشرفة على شاطئه .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163إذ يعدون في السبت ; أي : يتجاوزون حدود الله تعالى بالصيد يوم السبت ، و" إذ " ظرف للمضاف المحذوف ، أو بدل منه ، وقيل : ظرف لكانت ، أو حاضرة ، وليس بذاك ; إذ لا فائدة في تقييد الكون ، أو الحضور بوقت العدوان .
وقرئ : ( يعدون ) ، وأصله : يعتدون ، ويعدون من الإعداد ، حيث كانوا يعدون آلات الصيد يوم السبت ، منهيون عن الاشتغال فيه بغير العبادة .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163إذ تأتيهم حيتانهم ظرف ليعدون ، أو بدل بعد بدل ، والأول هو الأولى ; لأن السؤال عن عداوتهم أدخل في التقريع .
والحيتان جمع حوت ، قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها ، كنون ونينان لفظا ومعنى ، وإضافتها إليهم للإشعار باختصاصها به ، لاستقلالها بما لا يكاد يوجد في سائر أفراد الجنس من الخواص الخارقة للعادة ، أو لأن المراد بها : الحيتان الكائنة في تلك الناحية ، وإن ما ذكر من الإتيان وعدمه لاعتيادها أحوالهم في
nindex.php?page=treesubj&link=33981عدم التعرض يوم السبت .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163يوم سبتهم ظرف لتأتيهم ; أي : تأتيهم يوم تعظيمهم لأمر السبت ، وهو مصدر ، سبتت اليهود : إذا عظمت السبت بالتجرد للعبادة . وقيل : اسم لليوم ، والإضافة لاختصاصهم بأحكام فيه ، ويؤيد الأول قراءة من قرأ : ( يوم أسباتهم ) .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163شرعا جمع شارع ، من شرع عليه : إذا دنا وأشرف ، وهو حال من حيتانهم ; أي : تأتيهم يوم سبتهم ظاهرة على وجه الماء قريبة من الساحل .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163ويوم لا يسبتون ; أي : لا يراعون أمر السبت ، لكن لا بمجرد عدم المراعاة مع تحقق يوم السبت كما هو المتبادر ، بل مع انتفائهما معا ; أي : لا سبت ولا مراعاة ، كما في قوله :
ولا ترى الضب بها ينجحر
وقرئ :
[ ص: 285 ] ( لا يسبتون ) من أسبت ، ولا يسبتون على البناء للمفعول بمعنى : لا يدخلون في السبت ، ولا يدار عليهم حكم السبت ، ولا يؤمرون فيه بما أمروا به يوم السبت .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163لا تأتيهم كما كانت تأتيهم يوم السبت ; حذارا من صيدهم ، وتغيير السبك حيث لم يقل : ولا تأتيهم يوم لا يسبتون ، لما أن الإخبار بإتيانها يوم سبتهم ، مظنة أن يقال : فماذا حالها يوم لا يسبتون ؟ فقيل : يوم لا يسبتون لا تأتيهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163كذلك نبلوهم ; أي : مثل ذلك البلاء العجيب الفظيع نعاملهم معاملة من يختبرهم ، ليظهر عدواتهم ونؤاخذهم به ، وصيغة المضارع لحكاية الحال الماضية لاستحضار صورتها والتعجيب منها .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163بما كانوا يفسقون ; أي : بسبب فسقهم المستمر ، المدلول عليه بالجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل ، لكن لا في تلك المادة ، فإن فسقهم فيها لا يكون سببا للبلوى ، بل بسبب فسقهم المستمر في كل ما يأتون وما يذرون .
وقيل : كذلك متصل بما قبله ; أي : لا تأتيهم مثل ما تأتيهم يوم سبتهم ، فالجملة بعده حينئذ استئناف مبني على السؤال عن حكمة اختلاف حال الحيتان بالإتيان تارة وعدمه أخرى .
nindex.php?page=treesubj&link=28978_30364_30525_31930_31931_32006_32421_34157_34242_34308nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163وَاسْأَلْهُمْ عَطْفٌ عَلَى الْمُقَدَّرِ فِي " إِذْ " ، قِيلَ : ; أَيْ : وَاسْأَلِ الْيَهُودَ الْمُعَاصِرِينَ لَكَ سُؤَالَ تَقْرِيعٍ وَتَقْرِيرٍ بِقَدِيمِ كُفْرِهِمْ ، وَتَجَاوُزِهِمْ لِحُدُودِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَإِعْلَامًا بِأَنَّ ذَلِكَ مَعَ كَوْنِهِ مِنْ عُلُومِهِمُ الْخَفِيَّةِ الَّتِي لَا يَقِفُ عَلَيْهَا إِلَّا مَنْ مَارَسَ كُتُبَهُمْ ، قَدْ أَحَاطَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرًا ، وَإِذْ لَيْسَ ذَلِكَ بِالتَّلَقِّي مِنْ كُتُبِهِمْ ; لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَعْزِلٍ مِنْ ذَلِكَ ، تَعَيَّنَ أَنَّهُ مِنَ الْجِهَةِ الْوَحْيُ الصَّرِيحُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163عَنِ الْقَرْيَةِ ; أَيْ : عَنْ حَالِهَا وَخَبَرِهَا ، وَمَا جَرَى عَلَى أَهْلِهَا مِنَ الدَّاهِيَةِ الدَّهْيَاءِ ، وَهِيَ أَيْلَةُ قَرْيَةٌ بَيْنَ
مَدْيَنَ وَالطُّورِ ، وَقِيلَ : هِيَ
مَدْيَنُ ، وَقِيلَ :
طَبَرِيَّةُ ،
وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْمَدِينَةَ : قَرْيَةً .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ ; أَيْ : قَرِيبَةً مِنْهُ مُشْرِفَةً عَلَى شَاطِئِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ ; أَيْ : يَتَجَاوَزُونَ حُدُودَ اللَّهِ تَعَالَى بِالصَّيْدِ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَ" إِذْ " ظَرْفٌ لِلْمُضَافِ الْمَحْذُوفِ ، أَوْ بَدَلٌ مِنْهُ ، وَقِيلَ : ظَرْفٌ لِكَانَتْ ، أَوْ حَاضِرَةَ ، وَلَيْسَ بِذَاكَ ; إِذْ لَا فَائِدَةَ فِي تَقْيِيدِ الْكَوْنِ ، أَوِ الْحُضُورِ بِوَقْتِ الْعُدْوَانِ .
وَقُرِئَ : ( يَعَدُّونَ ) ، وَأَصْلُهُ : يَعْتَدُونَ ، وَيُعِدُّونَ مِنَ الْإِعْدَادِ ، حَيْثُ كَانُوا يُعِدُّونَ آلَاتِ الصَّيْدِ يَوْمَ السَّبْتِ ، مَنْهِيُّونَ عَنْ الِاشْتِغَالِ فِيهِ بِغَيْرِ الْعِبَادَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ ظَرْفٌ لِيَعْدُونَ ، أَوْ بَدَلٌ بَعْدَ بَدَلٍ ، وَالْأَوَّلُ هُوَ الْأَوْلَى ; لِأَنَّ السُّؤَالَ عَنْ عَدَاوَتِهِمْ أَدْخَلُ فِي التَّقْرِيعِ .
وَالْحِيتَانُ جَمْعُ حُوتٍ ، قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا ، كَنُونٍ وَنِينَانٍ لَفْظًا وَمَعْنًى ، وَإِضَافَتُهَا إِلَيْهِمْ لِلْإِشْعَارِ بِاخْتِصَاصِهَا بِهِ ، لِاسْتِقْلَالِهَا بِمَا لَا يَكَادُ يُوجَدُ فِي سَائِرِ أَفْرَادِ الْجِنْسِ مِنَ الْخَوَاصِّ الْخَارِقَةِ لِلْعَادَةِ ، أَوْ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَا : الْحِيتَانُ الْكَائِنَةُ فِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ ، وَإِنَّ مَا ذُكِرَ مِنَ الْإِتْيَانِ وَعَدَمِهِ لِاعْتِيَادِهَا أَحْوَالَهُمْ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=33981عَدَمِ التَّعَرُّضِ يَوْمَ السَّبْتِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163يَوْمَ سَبْتِهِمْ ظَرْفٌ لِتَأْتِيهِمْ ; أَيْ : تَأْتِيهِمْ يَوْمَ تَعْظِيمِهِمْ لِأَمْرِ السَّبْتِ ، وَهُوَ مَصْدَرُ ، سَبَتَتِ الْيَهُودُ : إِذَا عَظَّمَتِ السَّبْتَ بِالتَّجَرُّدِ لِلْعِبَادَةِ . وَقِيلَ : اسْمٌ لِلْيَوْمِ ، وَالْإِضَافَةُ لِاخْتِصَاصِهِمْ بِأَحْكَامٍ فِيهِ ، وَيُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ : ( يَوْمَ أَسْبَاتِهِمْ ) .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163شُرَّعًا جَمْعُ شَارِعٍ ، مِنْ شَرَعَ عَلَيْهِ : إِذَا دَنَا وَأَشْرَفَ ، وَهُوَ حَالٌ مِنْ حِيتَانِهِمْ ; أَيْ : تَأْتِيهِمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ ظَاهِرَةً عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ قَرِيبَةً مِنَ السَّاحِلِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ ; أَيْ : لَا يُرَاعُونَ أَمْرَ السَّبْتِ ، لَكِنْ لَا بِمُجَرَّدِ عَدَمِ الْمُرَاعَاةِ مَعَ تَحَقُّقِ يَوْمِ السَّبْتِ كَمَا هُوَ الْمُتَبَادِرُ ، بَلْ مَعَ انْتِفَائِهِمَا مَعًا ; أَيْ : لَا سَبْتَ وَلَا مُرَاعَاةَ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ :
وَلَا تَرَى الضَّبَّ بِهَا يَنْجَحِرُ
وَقُرِئَ :
[ ص: 285 ] ( لَا يُسْبِتُونَ ) مِنْ أَسْبَتَ ، وَلَا يُسْبَتُونَ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ بِمَعْنَى : لَا يَدْخُلُونَ فِي السَّبْتِ ، وَلَا يُدَارُ عَلَيْهِمْ حُكْمُ السَّبْتِ ، وَلَا يُؤْمَرُونَ فِيهِ بِمَا أُمِرُوا بِهِ يَوْمَ السَّبْتِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163لا تَأْتِيهِمْ كَمَا كَانَتْ تَأْتِيهِمْ يَوْمَ السَّبْتِ ; حِذَارًا مِنْ صَيْدِهِمْ ، وَتَغْيِيرُ السَّبْكِ حَيْثُ لَمْ يَقُلْ : وَلَا تَأْتِيهِمْ يَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ، لِمَا أَنَّ الْإِخْبَارَ بِإِتْيَانِهَا يَوْمَ سَبْتِهِمْ ، مَظِنَّةُ أَنْ يُقَالَ : فَمَاذَا حَالُهَا يَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ؟ فَقِيلَ : يَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ ; أَيْ : مِثْلَ ذَلِكَ الْبَلَاءِ الْعَجِيبِ الْفَظِيعِ نُعَامِلُهُمْ مُعَامَلَةَ مَنْ يَخْتَبِرُهُمْ ، لِيَظْهَرَ عَدَوَاتُهُمْ وَنُؤَاخِذَهُمْ بِهِ ، وَصِيغَةُ الْمُضَارِعِ لِحِكَايَةِ الْحَالِ الْمَاضِيَةِ لِاسْتِحْضَارِ صُورَتِهَا وَالتَّعْجِيبِ مِنْهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ; أَيْ : بِسَبَبِ فِسْقِهِمُ الْمُسْتَمِرِّ ، الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِالْجَمْعِ بَيْنَ صِيغَتَيِ الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَلِ ، لَكِنْ لَا فِي تِلْكَ الْمَادَّةِ ، فَإِنَّ فِسْقَهُمْ فِيهَا لَا يَكُونُ سَبَبًا لِلْبَلْوَى ، بَلْ بِسَبَبِ فِسْقِهِمُ الْمُسْتَمِرِّ فِي كُلِّ مَا يَأْتُونَ وَمَا يَذَرُونَ .
وَقِيلَ : كَذَلِكَ مُتَّصِلٌ بِمَا قَبْلَهُ ; أَيْ : لَا تَأْتِيهِمْ مِثْلَ مَا تَأْتِيهِمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ ، فَالْجُمْلَةُ بَعْدَهُ حِينَئِذٍ اسْتِئْنَافٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّؤَالِ عَنْ حِكْمَةِ اخْتِلَافِ حَالِ الْحِيتَانِ بِالْإِتْيَانِ تَارَةً وَعَدَمِهِ أُخْرَى .