ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب
ولقد استهزئ برسل كثيرة خلت من قبلك فأمليت للذين كفروا أي: تركتهم ملاوة من الزمان في أمن [ ص: 24 ] ودعة كما يملى للبهيمة في المرعى، وهذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما لقي من المشركين من التكذيب، والاقتراح على طريقة الاستهزاء به، ووعيد لهم، والمعنى: أن ذلك ليس مختصا بك، بل هو أمر مطرد قد فعل ذلك برسل كثيرة كائنة من قبلك، فأمهلت الذين فعلوه بهم، والعدول في الصلة إلى وصف الكفر، ليس لأن المملى لهم غير المستهزئين بل لإرادة الجمع بين الوصفين، أي: فأمليت للذين كفروا مع استهزائهم فقط ثم أخذتهم فكيف كان عقاب أي: عقابي إياهم. وفيه من الدلالة على تناهي كيفيته في الشدة والفظاعة ما يخفى.