قال إنكم قوم منكرون
قال إنكم قوم منكرون إنما قاله عليه الصلاة والسلام بعد اللتيا والتي حين ضاقت عليه الحيل، وعيت به العلل لما لم يشاهد من المرسلين عند مقاساته الشدائد، ومعاناته المكايد من قومه الذين يريدون بهم ما يريدون ما هو المعهود، والمعتاد من الإعانة، والإمداد فيما يأتي ويذر عند تجشمه في تخليصهم إنكارا لخذلانهم له، وترك نصرته في مثل تلك المضايقة المعترية له بسببهم حيث لم يكونوا مباشرين معه لأسباب المدافعة، والممانعة حتى ألجأته إلى أن قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد حسبما فصل في سورة هود، لا أنه قاله عند ابتداء ورودهم له خوفا أن يطرقوه بشر، كما قيل: كيف لا، وهم بجوابهم المحكي بقوله تعالى: