والله يعلم ما تسرون وما تعلنون
والله يعلم ما تسرون تضمرونه من العقائد والأعمال. وما تعلنون أي: تظهرونه منهما، وحذف العائد لمراعاة الفواصل، أي: يستوي بالنسبة إلى علمه المحيط سركم وعلنكم، وفيه من الوعيد والدلالة على اختصاصه سبحانه بنعوت الإلهية ما لا يخفى، وتقديم السر على العلن لما ذكرناه في سورة البقرة، وسورة هود من تحقيق المساواة بين علميه المتعلقين بهما على أبلغ وجه، كأن علمه تعالى بالسر أقدم منه بالعلن. أو لأن كل شيء يعلن فهو قبل ذلك مضمر في القلب فتعلق علمه تعالى بحالته الأولى أقدم من تعلقه بحالته الثانية.