الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون
الذين تتوفاهم الملائكة نعت للمتقين. وقوله تعالى: طيبين أي: طاهرين عن دنس الظلم لأنفسهم حال من الضمير، [ ص: 111 ] وفائدته الإيذان بأن ملاك الأمر في التقوى هو الطهارة عما ذكر إلى وقت توفيهم، ففيه حث للمؤمنين على الاستمرار على ذلك، ولغيرهم على تحصيله. وقيل: فرحين طيبي النفوس ببشارة الملائكة إياهم بالجنة، أو طيبين بقبض أرواحهم لتوجه نفسهم بالكلية إلى جناب القدس. يقولون حال من الملائكة، أي: قائلين لهم سلام عليكم . قال رحمه الله: إذا استدعيت نفس المؤمن جاءه ملك الموت عليه السلام، فقال: السلام عليك يا ولي الله، الله تعالى يقرأ عليك السلام ، وبشره بالجنة، القرظي ادخلوا الجنة "اللام" للعهد، أي: جنات عدن... إلخ، ولذلك جردت عن النعت، والمراد دخولهم لها في وقته، فإن ذلك بشارة عظيمة، وإن تراخى المبشر به لا دخول القبر الذي هو روضة من رياضها ، إذ ليس في البشارة به ما في البشارة بدخول نفس الجنة، بما كنتم تعملون بسبب ثباتكم على التقوى والطاعة، أو بالذي كنتم تعملونه من ذلك. وقيل: المراد بالتوفي: التوفي للحشر; لأن الأمر بالدخول حينئذ يتحقق.