ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون
ثم إذا كشف الضر عنكم وقرئ: (كاشف الضر)، وكلمة ثم ليست للدلالة على تمادي زمان مساس الضر، ووقوع الكشف بعد برهة مديدة، بل للدلالة على تراخي رتبة ما يترتب عليه من مفاجأة الإشراك المدلول عليها، بقوله سبحانه: إذا فريق منكم بربهم يشركون فإن ترتبها على ذلك في أبعد غاية من الضلال، ثم إن وجه الخطاب إلى الناس جميعا، فـ "من" للتبعيض، والفريق فريق الكفرة، وإن وجه إلى الكفرة فـ "من" للبيان، كأنه قيل: إذا فريق كافر، وهم أنتم. ويجوز أن يكون فيهم من اعتبر، وازدجر، كقوله تعالى: فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد فـ "من" تبعيضية أيضا، والتعرض لوصف الربوبية للإيذان بكمال قبح ما ارتكبوه من الإشراك والكفران.