وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون
وما أنزلنا عليك الكتاب أي: القرآن. إلا لتبين استثناء مفرغ من أعم العلل، أي: ما أنزلنا عليك لعلة من العلل إلا لتبين لهم أي: للناس الذي اختلفوا فيه من التوحيد، والقدر، وأحكام الأفعال، وأحوال المعاد. وهدى ورحمة معطوفان على محل لتبين، أي: وللهداية والرحمة لقوم يؤمنون ، وإنما انتصبا لكونهما أثري فاعل الفعل المعلل بخلاف التبين حيث لم ينتصب لفقدان شرطه، ولعل تقديمه عليهما لتقدمه في الوجود، وتخصيص كونهما هدى ورحمة بالمؤمنين; لأنهم المغتنمون آثاره.