[ ص: 193 ] ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا
ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك من القرآن الذي هو شفاء ورحمة للمؤمنين، ومنبع للعلوم التي أوتيتموها، وثبتناك عليه حين كادوا يفتنونك عنه، ولولاه لكدت تركن إليهم، شيئا قليلا. وإنما عبر عنه بالموصول تفخيما لشأنه، ووصفا له بما في حيز الصلة ابتداء، وإعلاما بحاله من أول الأمر، وبأنه ليس من قبيل كلام المخلوق. و "اللام" موطئة للقسم، و "لنذهبن" جوابه النائب مناب جزاء الشرط، وبذلك حسن حذف مفعول المشيئة، والمراد من الذهاب به: المحو من المصاحف والصدور، وهو أبلغ من الإذهاب. عن رضي الله عنه أن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون الصلاة، وليصلين قوم ولا دين لهم، وأن هذا القرآن تصبحون يوما، وما فيكم منه شيء. فقال رجل: كيف ذلك، وقد أثبتناه في قلوبنا، وأثبتناه في مصاحفنا نعلمه أبناءنا، ويعلمه أبناؤنا أبناءهم؟ فقال: يسري عليه ليلا فيصبح الناس منه فقراء ترفع المصاحف، وينزع ما في القلوب . ابن مسعود ثم لا تجد لك به أي: القرآن. علينا وكيلا من يتوكل علينا استرداده مسطورا محفوظا.