ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا
ولولا إذ دخلت جنتك قلت أي: هلا قلت عندما دخلتها. وتقديم الظرف على المحضض عليه للإيذان بتحتم القول في آن الدخول من غير ريث لا للقصر. ما شاء الله أي: الأمر ما شاء الله، أو ما شاء الله كان على أن "ما" موصولة مرفوعة المحل، أو أي شيء شاء الله كان على أنها شرطية منصوبة ، والجواب محذوف. والمراد تحضيضه على الاعتراف بأنها وما فيها بمشيئة الله تعالى إن شاء أبقاها، وإن شاء أفناها. لا قوة إلا بالله أي: هلا قلت ذلك اعترافا بعجزك، وبأن ما تيسر لك من عمارتها، وتدبير أمرها إنما هو بمعونته تعالى، وإقداره ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : من رأى شيئا فأعجبه فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره. إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا "أنا" إما مؤكد لياء المتكلم، أو ضمير فصل بين مفعولي الرؤية. إن جعلت علمية و "أقل" ثانيهما، وحال إن جعلت بصرية فيكون "أنا" حينئذ تأكيدا لا غير; لأن شرط كونه ضمير فصل توسطه بين المبتدأ والخبر، أو ما أصله المبتدأ والخبر، وقرئ: (أقل) بالرفع خبرا لـ "أنا"، والجملة مفعول ثان للرؤية، أو حال. وفي قوله تعالى: "وولدا" نصرة لمن فسر النفر بالولد.