ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا
ولقد صرفنا أي: كررنا وأوردنا على وجوه كثيرة من النظم. في هذا القرآن للناس لمصلحتهم ومنفعتهم. من كل مثل من جملته ما مر من مثل الرجلين، ومثل الحياة الدنيا، أو من كل نوع من أنواع المعاني البديعة الداعية إلى الإيمان التي هي في الغرابة، والحسن، واستجلاب النفس كالمثل ليتلقوه بالقبول فلم يفعلوا. وكان الإنسان بحسب جبلته أكثر شيء جدلا أي: أكثر الأشياء التي يتأتى منها الجدل، وهو ههنا شدة الخصومة بالباطل، والمماراة من الجدل الذي هو الفتل. والمجادلة الملاواة; لأن كلا من المجادلين يلتوي على صاحبه. وانتصابه على التمييز، والمعنى: أن جدله أكثر من جدل كل مجادل.