ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا
ويقول الإنسان المراد به إما الجنس بأسره، وإسناد القول إلى الكل لوجود القول فيما بينهم. وإن لم يقله الجميع كما يقال: بنو فلان قتلوا فلانا، وإنما القاتل واحد منهم. وإما البعض المعهود منهم وهو الكفرة، أو أبي بن خلف فإنه أخذ عظاما بالية ففتها، وقال : يزعم محمد أنا نبعث بعد ما نموت، ونصير إلى هذه الحال، أي: يقول بطريق الإنكار والاستبعاد: أإذا ما مت لسوف أخرج حيا أي: أبعث من الأرض، أو من حال الموت. وتقديم الظرف وإيلاؤه حرف الإنكار لما أن المنكر كون ما بعد الموت وقت الحياة. وانتصابه بفعل دل عليه أخرج لا به فإن ما بعد اللام لا يعمل فيما قبلها، وهي ههنا مخلصة للتوكيد مجردة عن معنى الحال كما خلصت الهمزة واللام للتعويض في يا ألله، فساغ اقترانها بحرف الاستقبال، وقرئ: (إذا ما مت) بهمزة واحدة مكسورة على الخبر.