وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى
وإن تجهر بالقول . أي : وإن تجهر بذكره تعالى ودعائه فاعلم أنه تعالى غني عن جهرك . بيان لإحاطة علمه تعالى بجميع الأشياء إثر بيان سعة سلطنته ، وشمول قدرته لجميع الكائنات
فإنه يعلم السر وأخفى أي : ما أسررته إلى غيرك ، وشيئا أخفى من ذلك ، وهو ما أخطرته ببالك من غير أن تتفوه به أصلا ، أو ما أسررته لنفسك وأخفى منه وهو ما ستسره فيما سيأتي . وتنكيره للمبالغة في الخفاء ، وهذا إما نهي عن الجهر كقوله تعالى : واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول ، وإما إرشاد للعباد إلا أن الجهر ليس لإسماعه سبحانه ، بل لغرض آخر من تصوير النفس بالذكر وتثبيته فيها ومنعها من الاشتغال بغيره وقطع الوسوسة عنها وهضمها بالتضرع والجؤار .