إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري
فلا بد حينئذ من اعادة الضمير مع الثاني بل لأن قوله تعالى : إنني أنا الله لا إله إلا أنا بدل من ما يوحى ، ولا ريب في أن اختياره عليه الصلاة والسلام ليس لهذا الوحي فقط . والفاء في قوله تعالى : فاعبدني لترتيب المأمور به على ما قبلها ، فإن اختصاص الألوهية به سبحانه وتعالى من موجبات تخصيص العبادة به عز وجل .
وأقم الصلاة خصت الصلاة بالذكر ، وأفردت بالأمر مع اندراجها في الأمر بالعبادة لفضلها وإنافتها على سائر العبادات بما نيطت به من ذكر المعبود وشغل القلب واللسان بذكره . وذلك قوله تعالى : لذكري أي : لتذكرني . فإن ذكري كما ينبغي لا يتحقق إلا في ضمن العبادة والصلاة ، أو لتذكرني فيها لاشتمالها على الأذكار ، أو لذكري خاصة لا تشوبه بذكر غيري ، أو لإخلاص ذكري وابتغاء وجهي لا ترائي بها ولا تقصد بها غرضا آخر ، أو لتكون ذاكرا لي غير ناس . وقيل : لذكري إياها وأمري بها في الكتب ، أو لأن أذكرك بالمدح والثناء . وقيل : لأوقات ذكري ، وهي مواقيت الصلاة ، أو لذكر صلاتي ، لما روى أنه صلى الله عليه وسلم قال : (وأقم الصلاة لذكري )" . وقرئ : "لذكرى" بألف التأنيث ، وللذكرى معروفا ، وللذكر بالتعريف والتنكير . "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ، لأن الله تعالى يقول :