وأضل فرعون قومه وما هدى
ويأباه الإظهار في قوله تعالى : وأضل فرعون قومه أي : سلك بهم مسلكا أداهم إلى الخيبة والخسران في الدين والدنيا معا ، حيث ماتوا على الكفر بالعذاب الهائل الدنيوي المتصل بالعذاب الخالد الأخروي .
وقوله تعالى : وما هدى أي : ما أرشدهم قط إلى طريق موصل إلى مطلب من المطالب الدينية والدنيوية ، تقرير لإضلاله وتأكيد له ، إذ رب مضل قد يرشد من يضله إلى بعض مطالبه ، وفيه نوع تهكم به في قوله : وما أهديكم إلا سبيل الرشاد . فإن نفي الهداية عن شخص مشعر بكونه ممن يتصور منه الهداية في الجملة ، وذلك إنما يتصور في حقه بطريق التهكم وحمل الإضلال ، والهداية على ما يختص بالديني منهما يأباه مقام بيان سوقه بجنوده إلى مساق الهلاك الدنيوي وجعلهما عبارة عن الإضلال في البحر والإنجاء منه مما لا يقبله العقل السليم .