قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى
قال استئناف مبني على السؤال نشأ من الإخبار بأنه تعالى قبل توبته وهداه ، كأنه قيل : فماذا أمره تعالى بعد ذلك ؟ فقيل : قال له ولزوجته : اهبطا منها جميعا أي : انزلا من الجنة إلى الأرض . وقوله تعالى : بعضكم لبعض عدو حال من ضمير المخاطب في "اهبطا" ، والجمع لما أنهما أصل الذرية ومنشأ الأولاد ، أي: متعادين : في أمر المعاش كما على الناس من التجاذب والتحارب .
فإما يأتينكم مني هدى من كتاب ورسول فمن اتبع هداي وضع الظاهر موضع المضمر مع الإضافة إلى ضميره تعالى لتشريفه والمبالغة في إيجاب اتباعه . فلا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة .
[ ص: 48 ]