ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى
وقوله تعالى : ولولا كلمة سبقت من ربك كلام مستأنف سيق لبيان حكمة عدم وقوع ما يشعر به قوله تعالى : "أفلم يهد لهم .." الآية من أن يصيبهم مثل ما أصاب القرون المهلكة ، أي : ولولا الكلمة السابقة ، وهي العدة بتأخير عذاب هذه الأمة إلى الآخرة لحكمة تقتضيه ومصلحة تستدعيه . لكان عقاب جناياتهم لزاما أي : لازما لهؤلاء الكفرة بحيث لا يتأخر عن جناياتهم ساعة لزوم ما نزل بأولئك العابرين . وفي التعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميره عليه السلام تلويح بأن ذلك التأخير لتشريفه عليه السلام ، كما ينبئ عنه قوله تعالى : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم واللزام : إما مصدر لازم وصف به مبالغة ، وإما فعال بمعنى مفعل جعل آلة اللزوم لفرط لزومه كما يقال لزاز خصم .
وأجل مسمى عطف على "كلمة" ، أي :0 ولولا أجل مسمى لأعمارهم أو لعذابهم وهو يوم القيامة ويوم بدر ، لما تأخر عذابهم أصلا . وفصله عما عطف عليه للمسارعة إلى بيان جواب "لولا" ، وللإشعار باستقلال كل منهما بنفي لزوم العذاب ومراعاة فواصل الآي الكريمة . وقد جوز عطفه على المستكن في "كان" العائد إلى الأخذ العاجل المفهوم من السياق تنزيلا للفصل بالخبر منزلة التأكيد ، أي : لكان الأخذ العاجل وأجل مسمى لازمين لهم ، كدأب عاد وثمود [ ص: 50 ] وأضرابهم ، ولم ينفرد الأجل المسمى دون الأخذ العاجل .