فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين
ورجع إليه شبابه وجماله ثم كسي حلة وذلك قوله تعالى : فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر فلما قام جعل يلتفت فلا يرى شيئا مما كان له من الأهل والمال إلا وقد ضاعفه الله تعالى ، وذلك قوله تعالى : وآتيناه أهله ومثلهم معهم وقيل : كان ذلك بأن ولد له ضعف ما كان ، ثم إن امرأته قالت في نفسها هب أنه طردني أفأتركه حتى يموت جوعا ويأكله السباع لأرجعن إليه ، فلما رجعت ما رأت تلك الكناسة ولا تلك الحال وقد تغيرت الأمور فجعلت تطوف حيث كانت الكناسة وتبكي وهابت صاحب الحلة أن [ ص: 82 ] تأتيه وتسأل عنه ، فأرسل إليها أيوب ودعاها فقال : ما تريدين يا أمة الله ؟ فبكت وقالت : أريد ذلك المبتلى الذي كان ملقى على الكناسة ، قال لها : ما كان منك ، فبكت وقالت : بعلي ، قال : أتعرفينه إذا رأيته ، قالت : وهل يخفى علي ؟ فتبسم فقال : أنا ذلك ، فعرفته بضحكه فاعتنقته .
رحمة من عندنا وذكرى للعابدين أي : آتيناه ما ذكر لرحمتنا أيوب وتذكرة لغيره من العابدين ليصبروا كما صبر فيثابوا كما أثيب ، أو لرحمتنا العابدين الذين من جملتهم أيوب وذكرنا إياهم بالإحسان وعدم نسياننا لهم .