والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين
والتي أحصنت فرجها أي : اذكر خبر التي أحصنته على الإطلاق من الحلال والحرام ، والتعبير عنها بالموصول لتفخيم شأنها وتنـزيهها عما زعموه في حقها آثر ذي أثير فنفخنا فيها أي : أحيينا عيسى في جوفها من روحنا من الروح الذي هو من أمرنا ، وقيل : فعلنا النفخ فيها من جهة روحنا جبريل [ ص: 84 ] عليه السلام .
وجعلناها وابنها أي : قصتهما أو حالهما آية للعالمين فإن من تأمل حالهما تحقق كمال قدرته عز وجل . فالمراد بالآية ما حصل بهما من الآية التامة مع تكاثر آيات كل واحد منهما ، وقيل : أريد بالآية الجنس الشامل لما لكل واحد منهما من الآيات المستقلة ، وقيل : المعنى : وجعلناها آية وابنها آية فحذفت الأولى لدلالة الثانية عليها .