والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين
والذين هاجروا في سبيل الله أي : في الجهاد حسبما يلوح به قوله تعالى : ثم قتلوا أو ماتوا أي : في تضاعيف المهاجرة ، ومحل الموصول الرفع على الابتداء .
وقوله تعالى : ليرزقنهم الله جواب لقسم محذوف ، والجملة خبره ومن منع وقوع الجملة القسمية وجوابها خبرا للمبتدأ يضمر قولا هو الخبر ، والجملة محكية به . وقوله تعالى : رزقا حسنا إما مفعول ثان على أنه من باب الرعي والذبح ، أي : مرزوقا حسنا ، أو مصدر مؤكد والمراد به : ما لا ينقطع أبدا من نعيم الجنة ، وإنما سوى بينهما في الوعد لاستوائهما في القصد ، وأصل العمل على أن مراتب الحسن متفاوتة فيجوز تفاوت حال المرزوقين حسب تفاوت الأرزاق الحسنة . وروي أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا : يا نبي الله هؤلاء الذين قتلوا في سبيل الله قد علمنا ما أعطاهم الله تعالى من الخير ونحن نجاهد معك كما جاهدوا فما لنا إن متنا معك ؟ فنـزلت . وقيل : مكة إلى المدينة للهجرة فتبعهم المشركون فقتلوهم . نزلت في طوائف خرجوا من
وإن الله لهو خير الرازقين فإنه يرزق بغير حساب مع أن ما يرزقه لا يقدر عليه أحد غيره . والجملة اعتراض تذييلي مقرر لما قبله .