ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير
ويعبدون من دون الله حكاية لبعض أباطيل المشركين وأحوالهم الدالة على كمال سخافة عقولهم وركاكة آرائهم من بناء أمر دينهم على غير مبنى من دليل سمعي أو عقلي وإعراضهم عما ألقي عليهم من سلطان بين هو أساس الدين وقاعدته أشد إعراض ، أي : يعبدون متجاوزين عبادة الله . ما لم ينزل به أي : بجواز عبادته سلطانا أي : حجة . وما ليس لهم به أي : بجواز عبادته علم من ضرورة العقل أو استدلاله .
وما للظالمين أي : الذين ارتكبوا مثل هذا الظلم العظيم الذي يقضي ببطلانه وكونه ظلما بديهة العقول من نصير يساعدهم بنصرة مذهبهم وتقرير رأيهم ، أو بدفع العذاب الذي يعتريهم بسبب ظلمهم .