والذين هم عن اللغو معرضون   
والذين هم عن اللغو  أي : عما لا يعنيهم من الأقوال والأفعال . 
 [ ص: 124 ] معرضون  أي : في عامة أوقاتهم كما ينبئ عنه الاسم الدال على الاستمرار فيدخل في ذلك إعراضهم عنه حال اشتغالهم بالصلاة دخولا أوليا ، ومدار إعراضهم عنه ما فيه من الحالة الداعية إلى الإعراض عنه لا مجرد الاشتغال بالجد في أمور الدين كما قيل ، فإن ذلك ربما يوهم أن لا يكون في اللغو نفسه ما يزجرهم عن تعاطيه ، وهو أبلغ من أن يقال : لا يلهون من وجوه جعل الجملة اسمية . وبناء الحكم على الضمير والتعبير عنه بالاسم وتقديم الصلة عليه وإقامة الإعراض مقام الترك ليدل على تباعدهم عنه رأسا مباشرة وتسببا وميلا وحضورا ، فإن أصله أن يكون في عرض غير عرضه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					