nindex.php?page=treesubj&link=28994_32404_32688nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثم خلقنا النطفة علقة أي : دما جامدا بأن أحلنا النطفة البيضاء علقة حمراء .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فخلقنا العلقة مضغة أي : قطعة لحم لا استبانة ولا تمايز فيها .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فخلقنا المضغة أي : غالبها ومعظمها أو كلها
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14عظاما بأن صلبناها وجعلناها عمودا للبدن على هيئات وأوضاع مخصوصة تقتضيها الحكمة .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فكسونا العظام المعهودة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14لحما من بقية المضغة ، أو مما أنبتنا عليها بقدرتنا مما يصل إليها ، أي : كسونا كل عظم من تلك العظام ما يليق به من اللحم على مقدار لائق به وهيئة مناسبة له . واختلاف العواطف للتنبيه على تفاوت الاستحالات وجمع العظام لاختلافها . وقرئ على التوحيد فيهما اكتفاء بالجنس ، وبتوحيد الأول فقط ، وبتوحيد الثاني فحسب .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثم أنشأناه خلقا آخر هي صورة البدن ، أو الروح ، أو القوى بنفخه فيه ، أو المجموع ، و"ثم" لكمال التفاوت بين الخلقين . واحتج به
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة رحمه الله على أن من غصب بيضة فأفرخت عنده لزمه ضمان البيضة لا الفرخ لأنه خلق آخر .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فتبارك الله فتعالى شأنه في علمه الشامل وقدرته الباهرة والالتفات إلى الإسلام الجليل لتربية المهابة وإدخال الروعة ، والإشعار بأن ما ذكر من الأفاعيل العجيبة من أحكام الألوهية وللإيذان بأن حق كل من سمع ما فصل من اثار قدرته عز وعلا أو لاحظه أن يسارع إلى التكلم به إجلالا وإعظاما لشؤونه تعالى .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14أحسن الخالقين بدل من الجلالة ، وقيل : نعت له بناء على أن الإضافة ليست لفظية ، وقيل : خبر مبتدأ محذوف أي : هو أحسن الخالقين خلقا ، أي : المقدرين تقديرا حذف المميز
[ ص: 127 ] لدلالة الخالقين عليه ، كما حذف المأذون فيه في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=39أذن للذين يقاتلون ... لدلالة الصلة عليه ، أي : أحسن الخالقين خلقا فالحسن للخلق . قيل : نظيره قوله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=937489 "إن الله جميل يحب الجمال" أي : جميل فعله فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فانقلب مرفوعا فاستكن .
روي أن عبد الله بن أبي سرح كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فلما انتهى صلى الله عليه وسلم إلى قوله خلقا آخر ، سارع عبد الله إلى النطق به قبل إملائه صلى الله عليه وسلم فقال : اكتبه هكذا نزلت ، فشك عبد الله فقال : إن كان محمد يوحى إليه فأنا كذلك ، فلحق بمكة كافرا ثم أسلم يوم الفتح ، وقيل : مات على كفره . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير nindex.php?page=hadith&LINKID=942124عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : لما نزلت هذه الآية قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه : فتبارك الله أحسن الخالقين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هكذا نزل يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، وكان رضي الله عنه يفتخر بذلك ويقول : وافقت ربي في أربع : الصلاة خلف المقام ، وضرب الحجاب على النسوة ، وقولي لهن :أو ليبدله الله خيرا منكن ، فنزل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5عسى ربه إن طلقكن أن يبدله ... الآية . والرابع : فتبارك الله أحسن الخالقين ، انظر كيف وقعت هذه الواقعة سببا لسعادة
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه وشقاوة
ابن أبي سرح حسبما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=26يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا . لا يقال فقد تكلم البشر ابتداء بمثل نظم القرآن وذلك قادح في إعجازه لما أن الخارج عن قدرة البشر ما كان مقدار أقصر السور على أن إعجاز هذه الآية الكريمة منوط بما قبلها ، كما تعرب عنه الفاء فإنها اعتراض تذييلي مقرر لمضمون ما قبله .
nindex.php?page=treesubj&link=28994_32404_32688nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً أَيْ : دَمًا جَامِدًا بِأَنْ أَحَلْنَا النُّطْفَةَ الْبَيْضَاءَ عَلَقَةً حَمْرَاءَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً أَيْ : قِطْعَةَ لَحْمٍ لَا اسْتِبَانَةَ وَلَا تَمَايُزَ فِيهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ أَيْ : غَالِبَهَا وَمُعْظَمَهَا أَوْ كُلَّهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14عِظَامًا بِأَنْ صَلَبْنَاهَا وَجَعَلْنَاهَا عَمُودًا لِلْبَدَنِ عَلَى هَيْئَاتٍ وَأَوْضَاعٍ مَخْصُوصَةٍ تَقْتَضِيهَا الْحِكْمَةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ الْمَعْهُودَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14لَحْمًا مِنْ بَقِيَّةِ الْمُضْغَةِ ، أَوْ مِمَّا أَنْبَتْنَا عَلَيْهَا بِقُدْرَتِنَا مِمَّا يَصِلُ إِلَيْهَا ، أَيْ : كَسَوْنَا كُلَّ عَظْمٍ مِنْ تِلْكَ الْعِظَامِ مَا يَلِيقُ بِهِ مِنَ اللَّحْمِ عَلَى مِقْدَارٍ لَائِقٍ بِهِ وَهَيْئَةٍ مُنَاسِبَةٍ لَهُ . وَاخْتِلَافِ الْعَوَاطِفِ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى تَفَاوُتِ الِاسْتِحَالَاتِ وَجَمْعِ الْعِظَامِ لِاخْتِلَافِهَا . وَقُرِئَ عَلَى التَّوْحِيدِ فِيهِمَا اكْتِفَاءً بِالْجِنْسِ ، وَبِتَوْحِيدِ الْأَوَّلِ فَقَطْ ، وَبِتَوْحِيدِ الثَّانِي فَحَسْبُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ هِيَ صُورَةُ الْبَدَنِ ، أَوِ الرُّوحِ ، أَوِ الْقُوَى بِنَفْخِهِ فِيهِ ، أَوِ الْمَجْمُوعِ ، وَ"ثُمَّ" لِكَمَالِ التَّفَاوُتِ بَيْنَ الْخَلْقَيْنِ . وَاحْتَجَّ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَى أَنَّ مَنْ غَصَبَ بَيْضَةً فَأَفْرَخَتْ عِنْدَهُ لَزِمَهُ ضَمَانُ الْبَيْضَةِ لَا الْفَرْخُ لِأَنَّهُ خَلْقٌ آَخَرُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فَتَبَارَكَ اللَّهُ فَتَعَالَى شَأْنُهُ فِي عِلْمِهِ الشَّامِلِ وَقدرته الْبَاهِرَةِ وَالِالْتِفَاتِ إِلَى الْإِسْلَامِ الْجَلِيلِ لِتَرْبِيَةِ الْمَهَابَةِ وَإِدْخَالِ الرَّوْعَةِ ، وَالْإِشْعَارِ بِأَنَّ مَا ذُكِرَ مِنَ الْأَفَاعِيلِ الْعَجِيبَةِ مِنْ أَحْكَامِ الْأُلُوهِيَّةِ وَلِلْإِيذَانِ بِأَنَّ حَقَّ كُلِّ مَنْ سُمِعَ مَا فُصِّلَ مِنَ اثَارِ قدرته عَزَّ وَعَلَا أَوْ لَاحَظَهُ أَنْ يُسَارِعَ إِلَى التَّكَلُّمِ بِهِ إِجْلَالًا وَإِعْظَامًا لِشُؤُونِهِ تَعَالَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ بَدَلٌ مِنَ الْجَلَالَةِ ، وَقِيلَ : نَعْتٌ لَهُ بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْإِضَافَةَ لَيْسَتْ لَفْظِيَّةً ، وَقِيلَ : خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : هُوَ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ خَلْقًا ، أَيِ : الْمُقَدِّرِينَ تَقْدِيرًا حُذِفَ الْمُمَيِّزُ
[ ص: 127 ] لِدَلَالَةِ الْخَالِقِينَ عَلَيْهِ ، كَمَا حُذِفَ الْمَأْذُونُ فِيهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=39أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ ... لِدِلَالَةِ الصِّلَةِ عَلَيْهِ ، أَيْ : أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ خَلْقًا فَالْحُسْنُ لِلْخَلْقِ . قِيلَ : نَظِيرُهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=937489 "إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ" أَيْ : جَمِيلٌ فِعْلُهُ فَحُذِفَ الْمُضَافُ وَأُقِيمَ الْمُضَافُ إِلَيْهِ مَقَامَهُ فَانْقَلَبَ مَرْفُوعًا فَاسْتَكَنَ .
رُوِيَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي سَرْحٍ كَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيَ فَلَمَّا انْتَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْلِهِ خَلْقًا آخَرَ ، سَارَعَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى النُّطْقِ بِهِ قَبْلَ إِمْلَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : اكْتُبْهُ هَكَذَا نَزَلَتْ ، فَشَكَّ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ : إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ يُوحَى إِلَيْهِ فَأَنَا كَذَلِكَ ، فَلَحِقَ بِمَكَّةَ كَافِرًا ثُمَّ أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ ، وَقِيلَ : مَاتَ عَلَى كُفْرِهِ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=942124عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَكَذَا نَزَلَ يَا nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ ، وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَفْتَخِرُ بِذَلِكَ وَيَقُولُ : وَافَقْتُ رَبِّي فِي أَرْبَعٍ : الصَّلَاةُ خَلْفَ الْمَقَامِ ، وَضَرْبُ الْحِجَابِ عَلَى النِّسْوَةِ ، وَقَوْلِي لَهُنَّ :أَوْ لَيُبْدِلَهُ اللَّهُ خَيْرًا مِنْكُنَّ ، فَنَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ ... الْآيَةِ . وَالرَّابِعُ : فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ، انْظُرْ كَيْفَ وَقَعَتْ هَذِهِ الْوَاقِعَةُ سَبَبًا لِسَعَادَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَشَقَاوَةِ
ابْنِ أَبِي سَرْحٍ حَسَبَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=26يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا . لَا يُقَالُ فَقَدْ تَكَلَّمَ الْبَشَرُ ابْتِدَاءً بِمِثْلِ نَظْمِ القرآن وَذَلِكَ قَادِحٌ فِي إِعْجَازِهِ لِمَا أَنَّ الْخَارِجَ عَنْ قُدْرَةِ الْبَشَرِ مَا كَانَ مِقْدَارَ أَقْصَرِ السُّوَرِ عَلَى أَنَّ إِعْجَازَ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مَنُوطٌ بِمَا قَبْلَهَا ، كَمَا تُعْرِبُ عَنْهُ الْفَاءُ فَإِنَّهَا اعْتِرَاضٌ تَذْيِيلِيٌّ مُقَرِّرٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهُ .