لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون
لعلي أعمل صالحا فيما تركت أي : في الإيمان الذي تركته لم ينظمه في سلك الرجاء كسائر الأعمال الصالحة بأن يقول : لعلي أومن فأعمل.. إلخ ، للإشعار بأنه أمر مقرر الوقوع غني عن الإخبار بوقوعه قطعا فضلا عن كونه مرجو الوقوع ، أي : لعلي أعمل في الإيمان الذي أتى به البتة عملا صالحا ، وقيل : فيما تركته من المال أو من الدنيا . وعنه صلى الله عليه وسلم : "إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا : أنرجعك إلى الدنيا ؟ فيقول : إلى دار الهموم والأحزان ، بل قدوما إلى الله تبارك وتعالى ، وأما الكافر فيقول : ارجعوني .
كلا ردع عن طلب الرجعة واستبعاد لها إنها أي : قوله : رب ارجعون إلخ كلمة هو قائلها لا محالة لتسلط الحسرة عليه .
ومن ورائهم أي : أمامهم والضمير لأحدهم والجمع باعتبار المعنى لأنه في حكم كلهم ، كما أن الإفراد في الضمائر الأول باعتبار اللفظ . برزخ حائل بينهم وبين الرجعة إلى يوم يبعثون يوم القيامة ، وهو إقناط كلي عن الرجعة إلى الدنيا لما علم أنه لا رجعة يوم البعث إلى الدنيا وإنما الرجعة يومئذ إلى الحياة الأخروية .