أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا
وقوله تعالى : أو يلقى إليه كنز تنـزل من تلك المرتبة إلى اقتراح أن يلقى إليه من السماء كنز يستظهر به ولا يحتاج إلى طلب المعاش ويكون دليلا على صدقه . وقوله تعالى : أو تكون له جنة يأكل منها تنـزل من ذلك إلى اقتراح ما هو أيسر منه وأقرب من الوقوع ، وقرئ : "نأكل" بنون الحكاية ، وفيه مزيد مكابرة وفرط تحكم .
وقال الظالمون هم القائلون الأولون ، وإنما وضع المظهر وضع ضميرهم تسجيلا عليهم بالظلم وتجاوز الحد فيما قالوه لكونه إضلالا خارجا عن حد الضلال مع ما فيه من نسبته صلى الله عليه وسلم إلى المسحورية ، أي : قالوا للمؤمنين إن تتبعون أي : ما تتبعون إلا رجلا مسحورا قد سحر فغلب على عقله ، وقيل : ذا سحر ، وهي الرئة ، أي : بشرا لا ملكا على أن الوصف لزيادة التقرير ، والأول هو الأنسب بحالهم .