ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا
ويوم يعض الظالم على يديه عض اليدين والأنامل وأكل البنان وحرق الأسنان ونحوها كنايات عن الغيظ والحسرة لأنها من روادفها ، والمراد بالظالم : إما عقبة بن أبي معيط على ما قيل من أنه كان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه صلى الله عليه وسلم يوما إلى ضيافته فأبى صلى الله عليه وسلم أن يأكل من طعامه حتى ينطق بالشهادتين ففعل ، وكان أبي بن خلف صديقه فعاتبه فقال : صبأت ، فقال : لا ولكن أبى أن يأكل من طعامي وهو في بيتي فاستحييت منه فشهدت له ، فقال : إني لا أرضى منك إلا أن تأتيه فتطأ قفاه وتبزق في وجهه فوجده ساجدا في دار الندوة ففعل ذلك ، فقال صلى الله عليه وسلم : لا ألقاك خارجا من مكة إلا علوت رأسك بالسيف ، فأسر يوم بدر فأمر [ ص: 214 ] رضي الله عنه فقتله ، وقيل : قتله عليا عاصم بن ثابت الأنصاري ، وطعن صلى الله عليه وسلم أبيا يوم أحد في المبارزة فرجع إلى مكة ومات . وأما جنس الظالم وهو داخل فيه دخولا أوليا .
وقوله تعالى يقول إلخ حال من فاعل "يعض" . وقوله تعالى : يا ليتني إلخ محكي به ، و"يا" إما لمجرد التنبيه من غير قصد إلى تعيين المنبه ، أو المنادي محذوف ، أي : يا هؤلاء ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا أي : طريقا واحدا منجيا من هذه الورطات وهو طريق الحق ولم تتشعب بي طريق الضلالة ، أو حصلت في صحبته صلى الله عليه وسلم طريقا ولم أكن ضالا لا طريق لي قط .