إلا من أتى الله بقلب سليم أي : عن مرض الكفر والنفاق ضرورة اشتراط نفع كل منهما بالإيمان ، وفيه تأييد لكون استغفاره عليه الصلاة والسلام لأبيه طلبا لهدايته إلى الإيمان لاستحالة طلب مغفرته بعد موته كافرا مع علمه عليه الصلاة والسلام بعدم نفعه لأنه من باب الشفاعة . وقيل : هو استثناء من فاعل "ينفع" بتقدير المضاف ، أي : إلا مال أو بنو من أتى الله.." الآية . وقيل : المضاف المحذوف ليس من جنس المستثنى منه حقيقة بل بضرب من الاعتبار كما في قوله :
....
تحية بينهم ضرب وجيع
أي : إلا حال من أتى الله بقلب سليم على أنها عبارة عن سلامة القلب ، كأنه قيل : إلا سلامة قلب من أتى الله ... الآية . وقيل : المضاف المحذوف ما دل عليه المال والبنون من الغنى وهو المستثنى منه ، كأنه قيل : يوم لا ينفع غنى إلا غنى من أتى الله ... الآية ، لأن غنى المرء في دينه بسلامة قلبه . وقيل : الاستثناء منقطع ، والمعنى : لكن سلامة قلبه تنفعه .