ألم تر أنهم في كل واد يهيمون
وقوله تعالى : ألم تر أنهم في كل واد يهيمون استشهاد على أن الشعراء إنما يتبعهم الغاوون وتقرير له ، والخطاب لكل من تتأتى منه الرؤية للقصد إلى أن حالهم من الجلاء والظهور بحيث لا تختص برؤية راء دون راء ، أي : ألم تر أن الشعراء في كل واد من أودية القيل والقال وفي كل شعب من شعاب الوهم والخيال وفي كل مسلك من مسالك الغي والضلال يهيمون على وجوههم لا يهتدون إلى سبيل معين من السبل ، بل يتحيرون في فيافي الغواية والسفاهة ويتيهون في تيه المجون والوقاحة ، دينهم تمزيق الأعراض المحمية والقدح في الأنساب الطاهرة السنية والنسيب بالحرام والغزل والابتهار والتردد بين طرفي الإفراط والتفريط في المدح والهجاء .